الأحد، 17 أكتوبر 2010

منطقتى كفيا قنجى و حفرة النحاس


بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية قبيلة البنقا حول الصراع
فـي منطقتــي كفيــاقنجــي وحفــرة النحـــاس

قال تعالى: (لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
         صدق الله العظيم
المقدمة:
لاشك أن السودان يمر اليوم بمرحلة مفصلية دقيقة للغاية ويشهد منعطف تاريخي خطير جداً. قد يفضي الى تفتيت وحدة البلاد وتحويلها إلى أشلاء متقطعة الأوصال. إذا لم تتلاحم الجهود الرسمية مع الجهود الشعبية والإرادة الوطنية الخالصة مع عزيمة القيادة البارعة الرشيدة.
قد استشعرنا نحن قبيلة البنقا بوادر تلك المخاطر والتي بدأت تلوح في الأفق وتطل برأسها على المنطقة. وذلك من خلال غياب الانسجام في التعامل بين طرفي اتفاقية السلام الشامل 2005م (نيفاشا)، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان. ونشوب المشاكسات بينهما كل حين وآخر .
وكما شهدنا في وسائل الإعلام سجالاً ساخناً بين والي ولاية جنوب دارفور السيد/ عبد الحميد موسى كاشا ورزق زكريا حاكم ولاية غرب بحر الغزال، حول هذه المنطقة وتبعيتها. وكل ما ورد يصب في مصب الحواجز التي تحول دون وضع كل بنود الاتفاقية موضع التنفيذ.
إن اتفاقية السلام الشامل قد وضعت منطقتي كفياقنجي وحفرة النحاس تحت تأثيرها المباشر والقت بظلالها عليها. وخلقت منها منطقة صراع ونزاع بين الشمال والجنوب حول هويتها وتبعيتها، بناءً على الحدود في 1/1/1956م. ومازاد الأمر تعقيداً هو تجاهل الطرفين لأهل المنطقتين وإبعادهم عن المشورة لمعرفة الحقائق التاريخية عنهما.
إن أصول وجزور أهل المنطقتين وأعرافهم وتقاليدهم وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات الإدارية والرسمية والشعبية والسمة    
العامة لأهلها والعلاقات السياسية منذ انتخابات 1953م حتى اليوم وكل المكاتبات الرسمية عن المنطقتين بين الإداريين أبان فترة الاستعمار بل روايات وحكايات أسلافنا كلها تؤكد وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدم العلاقة وأزالية التبعية التاريخية لدارفور، منذ بزوخ عهد سلطنات الفور. وأن السكان الأصليين لهذه المنطقتين هم كانوا سكان جبل مرة في ولاية (ديمنقا) التي كانت تقع في الجزء الجنوبي الغربي لجبل مرة.
إذا أنها عبر هذا التاريخ الطويل لم تشهد يوماً قط اي نوع من أنواع العلاقات سواء كانت رسمية أو سياسية أو إدارية أو خدمية من الجنوب.
تشهد منطقتي كفياقنجي وحفرة النحاس هذه الأيام اهتماماً رسمياً وشعبياً غير مسبوق، وتجاوز هذا الاهتمام حدود المحلية الى العالمية. فسارت المنطقتين مادة دسمة على لسان وسائل الإعلام المختلفة وفي متناول أقلام الأوفياء من أبناء هذه الأمة، مستخدمين جميع فنون المبارزة في إبراز أهمية هذه المنطقتين وقيمتهما الاقتصادية والاستراتيجية وما تدخرها من مخزون لنفائس الكنوز والمعادن الغالية.
فقد أملت علينا الأمانة التاريخية والمسئولية الوطنية والغيرة على أمجاد الآباء والأجداد بانه لا مناص منا سوى اقتحام الموقف. رغم تجاهل كل الأنظمة الوطنية المتعاقبة لدورنا وعدم اشراكنا في تسوية الصراع حول هوية المنطقتين أسوة بالآخرين. وذلك بحكم عدتنا وعتادنا التاريخي عن المنطقتين وارتباطنا الطويل بهما.

الموقع:
تقع منطقة كفياقنجي وحفرة النحاس في الجزء الجنوبي الغربي لولاية جنوب دارفور وتحدها من الغرب دولة جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن الجنوب ولاية غرب بحر الغزال عند بحر تمباك ومن الشرق والجنوب الشرقي جبال أيرة وتمبيرة والحجيرات والكقل والنبيق ومن الشمال والشمال الغربي وأدي أبرة وتردة مندوة.
وقديماً تتكون المنطقة من مملكتين:
أ/ مملكة البنقا والشالا في الجزء الغربي للمنطقة .
ب/ مملكة الدنقو في الجزء الشرقي منها. والبنقا والدانقو هما القبائل الأصلية للمنطقة بالإضافة الى قبائل الكارا واليولو.
البنقا:-
(البنا، البنجا، البِنَّة، البيكا، البنقة، البنجة، البينجة، البيكة). قبيلة سودانية إفريقية زنجية من مجموعة باقان.
Stantandrea. Tribal History. P.P. 240-43.                     أنظر:     “ according to official classification the Binga and Kara were Pagan Negro Tribtes”
The Western Bahr Al.Ghazal Under British Rule             
المصدر:   1898-1956 . P.9. لأحمد العوض سيكينقا
وهي من المجموعة السكانية الأصلية لجبل مرة وكان في جبل مرة جبل ناري يعرف "بتورانق تونقا". هذا الجبل كان مكان اعتقاد وتقديس للسكان المقيمين حوله. فتيمناً بهذا المكان المقدس فقد تزيلت أسماء كثير من المناطق المتاخمة والقبائل المجاورة لها بـ(نقـا). مثل (ولاية ديمنقا، فور برنقا، بنقا، رونقا، دادنقا، ارنيقا، باسينقا، قادينقا، كايتينقا، كونجينقا، مورمينقا، سومينقا، كوتيونقا، بلدانقا). أنظر قبائل دارفور عبر التاريخ: في كتاب تاريخ دارفور عبر العصور. (الجزء الأول) للعميد معاش أحمد عبد القادر أرباب (1998م) ص (109-110).
“ The Tradition of the Binga related that they have once lived in the vicinity of Shala, a location confirmed by Al.Tunisi in the nineteenth century. To the southwest lived Yulu who spoke a language closely related to that of the Binga. Like their neighbors, their tradition Indicates that they paid tribute to Darfur from 1800 on ward.
With the growing frequency of slave raids, they moved father south in the decade that followed.
أنظر: دانيس كوردال، دار الكوتي: A history of the slave trade and
state formation on the Islamic frontier in northern Equatorial Africa (central Africa Republic and Chad) in the nineteenth and early twentieth century (ph.D. Dissertation: University of Wisconsin, Madison, 1977 ) p. 37. 
المصدر السابق: ص (9)
والبنقا: ضمن مجموعة قبائل الفرتيت، والفرتيت هم السكان الأصليين لجبل مرة. والفرتيت قبائل شتى منها (رونجة، بندلا، شت، بنقا، فرواجيه، كارا، شاي، اندري، يولو)
أنظر: Stefano Stantandrea, Atribal history of the Western Bahr
Al. Ghazal (Bologna: 1964), p. 144  المصدر السابق ص (11)        
“ according to one account, the fur and fertit have a common origin; they were descendants of twin brothers known as “ Fir” and “ Firat”. The children of Firat have scattered and became Fertit. A more Islamically- colored version Indicates that the Fertit were the original inhabitants of Jabal Marra, the heart of the fur Sultante, and after Islamization of the Sultante were forced to move south and split in to several sections such as the “Binga, Kara, Shaiu, Indiri, and Yulu” .
أنظر: ماك مايكل ص (90). الفرتيت: اطلق العرب زمن المؤلف على القبائل الزنجية والوثنية التي تسكن أقصى جنوب دارفور وشمال غرب بحر الغزال وفي إقليم وداي كذلك اسم الفرتيت. إن الفرتيت كانوا سكان جبل مرة الأصليين وأزاحهم الداجو ثم التنجور والعرب عن موطنهم الأصلي في جبل مرة الى الجنوب والفرتيت قبائل شتى منها: رونقة، بندلا، شت، بنجا، وفرواجيه.
المصدر: كتاب تشحيذ الأزهان بسيرة بلاد العرب والسودان لمحمد بن عمر التونسي ص (136).
انظر: بِنَّة فرع من الفرتيت (م) واشتهر فريق بِنَّة بأم درمان منذ المهدية.
المصدر: كتاب موسوعة القبائل والأنساب في السودان. "الجزء الأول" للبروفسير عون الشريف قاسم. ص (335)
أنظر: بنجَّة: (قبيلة جنوبية من الفرتيت) انحدر من جبل مرة (في دارفور حفرة النحاس وكفياقنجى أصلاً).
المصدر: المصدر السابق ص (336).
أنظر: بنجاوي: اسم ولقب لرجل: (نسبة لقبيلة البنقا).
المصدر: المصدر السابق ص (337).
البنقا: كانوا ومازلوا سكان دارفور الى يومنا هذا.
أنظر: المجموعات غير العربية في دارفور (الزرقة). (الفور البرنو، البنقا، الدانقو، الكارا) وتمثل السكان الأصليين للمنطقة وتعتمد أساساً على الزراعة في الوديان أو على القوز.
المصدر: كتاب المجتمع الريفي السوداني، عنصر حركته واتجاهاته للدكتور/ عبد الغفار محمد أحمد (1981م). معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية – جامعة الخرطوم – ص (28، 29).
البنقا: حاضرتهم اليوم (سنقو) بجنوب دارفور بحوض بحيرة تشاد أو بانتي شاري (شمال غرب نهر امبلاشا).
المصدر: المصدر السابق ص (30، 31).
أنظر: خريطة السودان تبين مناطق لقبائل (رفاعة الهوى، الداجو أو الدنقو، البنقا، الكارا، الكريش).
المصدر: المصدر السابق ص (1).
أنظر: توزيع سكان دارفور:-
(الكريش، البنقا، الدنقو، بايا وشالا) كانوا يسكنون جنوب دارفور اي منطقة ريفي الردوم الحالية.
المصدر: كتاب تاريخ دارفور عبر العصور (الجزء الأول) للعميد (م) أحمد عبد القادر أرباب 1998م ص (25).
أنظر: زعامات القبائل التي أقل من نظارة:-
عمودية بِنَّقـة- سنقو – جنوب دارفور.
المصدر: المصدر السابق ص (107).
أنظر: قبائل دارفور عبر التاريخ:-
ب: برتي، بيقو، برقد، بديرية، برنو، برقو، بِنَّقـة، بزعة، بديات، باقرما، بديات بني هلبة بني حسين الخ...
ش: شطية، شات، شعاونه، شنابلة، شـالا، شرفة الخ..
م: مسبعات، مساليت، ، مسيرية، معاليا، مهادي، مـورو الخ...
المصدر: كتاب تاريخ دارفور عبر العصور (المصدر السابق).
الشـالا والمـورو:  هما بطن من بطون قبيلة البنقا وسنتعرض لهما لاحقاً في هذا المجال.
البنقا: كانوا سكان ولاية ديمنقا وهي الولاية الأولى وتقع جنوب غرب جبل مرة وتشمل. دار تبولا، دار كوتيا، دار زامي بايا، داربنقـا الخ... تعتبر أكبر الولايات كثافة بالسكان.
المصدر: المصدر السابق ص (76).
أنظر: حكومة الظل الثالثة (1881- 1891م):-
زعماء القبائل الذين اعادوا على دينار للسلطة (18) زعيماً، من بينهم السلطان عبد المكرم: سلطان قبيلة بِنَّقـة.
المصدر: المصدر السابق ص (52).
أنظر: تكوين سلطنة علي دينار:
السيد/ رمضان بره. قائد الجيش الثالث ووزير الديوان.
المصدر: المصدر السابق ص (303، 304، 305).
أنظر: الأمير رمضان بره يخمد تمرد قبيلة الكنين.
المصدر: المصدر السابق ص (314).
أنظر: معركة برنجية (سيلي) القائد رمضان بره.
المصدر: المصدر السابق ص (319- 320).
بطون قبيلة البِنَّقـا: من أشهر بطون قبيلة البِنَّقـا: (القرانجا، الراجا، الشالا، اللالي، المورو، الجيبي، البولا).
مملكة البنقا:
تقع مملكة البنقا في الجزء الجنوبي الغربي لمنطقة كفياقنجي والجزء الشمالي الغربي لنهر امبلاشا. وتجاورها ممالك الرنقة، الفنقرو، البندلا والشالا. والمعروف بممالك الفرتيت الخمسة في زمن الملحقات المعاهدة لسلطان الفور ويؤدون له الخراج في كل سنة منذ عام 1800م.
وهي المنطقة التي تلتقي فيها محافظة جنوب دارفور بحوض بحيرة تشاد أو بانتي شاري (شمال غرب نهر أمبلاشا).
أنظر: كتاب تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان ص (141) المصدر السابق.
أنظر: كتاب المجتمع الريفي السوداني، عنصر حركته واتجاهاته ص (30، 31) المصدر السابق.
نسبة لظروف سياسية وتاريخية وضغوط خارجية والاحتكاكات المستمرة مع الجيران ومع تزايد الغارات من أجل الرقيق وبعد أسلمة سلطنات دارفور. ظلت البنقا في حركة دائمة زهاء القرنين. وهذه الحركة ظلت هي الصفة المميزة لها. حتى استقر بهم المطاف في جنوب غرب كفياقنجي وحفرة النحاس في المنطقة التي سبق أن أشرنا اليها والتي تقع الى الجنوب من جبل مرة. حيث الغابات والجبال والوديان والأنهر موسمية الجريان. تاركين موطنهم الأصلي في جبل مرة. فأسسوا فيها مملكة البِنَّقـا ومملكة الشـالا والمعروف بـ (دار بِنَّقـا) ضمن ممالك الفرتيت الخمسة التي أشرنا إليها. متخزين من هذه الجبال والغابات مساكن وملاذ آمن لهم. كان ذلك على النحو التالي:
1- جبل تاوة           يسكنه             القرانجا
2- جبل جيمي          يسكنه             القرانجا  
3- جبل بُلُ             يسكنه             القرانجا
4- جبل بوه قولو       يسكنه             الراجا
5- جبل تقديم           يسكنه             الراجا
6- جبل جوبو          يسكنه             الراجا
7- جبل جيلي          يسكنه             الراجا
8- جبل جمبانة         يسكنه             الراجا
9- جبل قارمندورو     يسكنه             الراجا
10- جبل تنقا           يسكنه             الجيبي
11- جبل زور لمَّه     يسكنه             الجيبي
12- جبل رملة         يسكنه             اللالي
13- جبل ماق ماج     يسكنه             الشالا
14- جبل جيو          يسكنه             الشالا
15- جبل كوفو         يسكنه             الشالا
16- جبل كانج قيل     يسكنه             المورو
18- قول مته           يسكنه             المورو
19- جبل ميني         يسكنه             البولا
20- جبل بيع شوره                "سوق لتجارة الرقيق"
لكل بطن من هذه البطون سلطان مستقل يتبع مباشرة لسلطان الفور الكبير ويستمد منه قوته وسلطاته وصلاحياته في إدارة شئون أفراده داخل حدود اختصاصه.
ويجمع بينهم التنسيق في القضايا المصيرية والتحديات التي تواجه القبيلة وقضايا الدفاع المشترك والنصرة في حالات الغزوات الخارجية أو التصدي للاعتداءات والغارات التي تستهدفهم. كان ذلك في آواخر القرن السابع عشر حتى أواسط القرن الثامن عشر.
بعد أن استقرت الأحوال السياسية وهدأت الظروف الأمنية واختفت ظواهر الغارات والاعتداءات العشوائية وقلت عمليات اختطاف الأطفال. قررت البنقا النزول من هذه الجبال والأدغال الى أرض مكشوفة منبسطة. تسعهم جميعاً في مكان واحد وصالحة للزراعة وممارسة الحياة المدنية والتجارة وسهلة للتواصل مع العالم الخارجي من الممالك والكيانات الاجتماعية الأخرى.
ولضمان نجاح هذا التحول التاريخي أجمع عقلاء الِبنًّقـا على أن يتم ذلك تحت إمرة رجل واحد. فأجمعوا على "امبـي" وهو رجل قوي البنية طويل القامة وقد زاده الله بسطاً في الجسم. إلا أنه اعتذر عن تحمل هذا التكليف وهذه المسئولية الجسيمة. وأشار الى أخيه آدم عبد الله المشهور عند البنقا ب"دس" بانه الأنسب وذلك لما يتمتع به من الأهلية القيادية والإدارية والخطابية فنزلوا في كفياقنجي وأسسوا مدينة كفياقنجي، تلك المدينة التاريخية الهامة وذلك في آواخر القرن الثامن عشر.
روايات البنقا حول تسمية كفياقنجي:
كفياقنجي: اسم مركب تعني بلغة البنقا الآتي:-
أ. كفيا: تنطق بلغة البنقا: كاب وتعني "رهد" والرهد أرض منخفضة لا تتجاوز أبعادها عن 50م× 100م ترقد فيه مياه الأمطار صالحة للاستعمال.
ب. قنجي: تنطق بلغة البنقا: "قنجة" . وقَنْجَة اسم عام يسمى به نساء البنقا.
اي كفياقنجي تعني: رهد قنجة وقنجة مولودة لأمرأة بنجاوية وردت هذا الرهد فجاءها المخاض فولدت بنت سميت قنجي "قنجة".
ج. قنجي: تنطق بلغة البنقا: "كينجي" وكينجي تعني "سمك". اي كفياقنجي تعني: رهد السمك.
د. قنجي: تنطق بلغة البنقا "رينـج" ورينج نوع من أنواع الأشجار التي لا تنبت إلا في الرهود وتعرف "بالانقاتو". اي كفياقنجي: تعني رهد شجرة الانقاتو.
أمثلة ونماذج للرهود بلغة البنقا:
أ. كاب اندروقو: واندروقو بلغة البنقا تعني سمك البلطي. اي "رهد البلطي".
ب. كاب أليلي: وأليلي بلغة البنقا تعني طير الرحو. اي "رهد طير الرحو".
ج.  كاب ليلي: وليلي تعني بلغة البنقا السباحة. اي لا يمكن عبوره إلا بالسباحة.
د. كاب دوفو: ودوفو بلغة البنقا تعني الكتمبور وهو نوع من أنواع الصيد. اي "رهد الكتمبور" "وهي قرية كفندي الحالية". 
هـ. كاب ليك وليك تعني بلغة البنقا الستيب والستيب نوع من أنواع النباتات المائية اي رهد الستيب.
فازدهرت بعد ذلك كفياقنجي وتطورت فأصبحت من أهم المدن في شمال شرق إفريقيا. وذلك لأهميتها التجارية وموقعها الاستراتيجي فكانت ملتقى للطرق بين شرق إفريقيا وغربها وشمال إفريقيا وجنوبها، ومقصداً لهجرات الجماعات والأفراد من قبائل المنطقة الفرنسية (جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد) ومن شمال أفريقيا وغربها. ومعبراً هاماً لحجاج بيت الله الحرام من دول غرب وشمال غرب إفريقيا. ومصدر إشعاع للدين الإسلامي والثقافة العربية، فأصبحت بوطقاً للتصاهر والتعايش السلمي.
حروبات البنقا في كفياقنجي:
كانت كفياقنجي محط أنظار لكثير من الطامعين ولكن البنقا كانوا لهم بالمرصاد، وذلك بفضل إلمامهم التام بفنون القتال وتجاربهم الطويلة في خوض المعارك والحروبات وتميزهم بالفراسة والإقدام. استطاعوا إلحاق الهزائم بكل من سولت له نفسه بالتطاول على كفياقنجي والنيل منها.
أنظر:          N.R.O Bahr Al-Ghazal province 1/3/12 Notes on the
Western District tribes, 1927
“ the Kriesh Hufra had paid tribute to fur Sultan in the past. casting an eye on the rich minerals of Hufra al.Nahas – Al. Zubouir raided the area and captured many people, most of the captives were taken to Daim Al. Zubair and absorbed as bazingirs. They were not able to return to Hufrat Al. Nahas. Until after the elimination of Sulayman. After wards their ruling family was embroiled in conflict over the leader of the group one faction appealed to Bing of Kafia Kingi, and the other sought the help of Ta’isha. The whole group was victimized by Binga for several years”.
المصدر: السابق ص (13)        
ونسبة للضغوط وممارسات السلطان السنوسي ضد اليولو، فر السلطان جلاب سلطان اليولو الى كفياقنجي وتم إيواءه في منطقة خندق ثم الى ديم زبير. وبعد تخلص السلطة الفرنسية من السنوسي لأذ السلطان جلاب بالجبال الحدودية ومحصناً بها ووجه اتباعه بالإنضمام الى صهره السلطان اندل عبد الله سلطان الكريش ومساعدته في الهجوم ضد البنقا بكفياقنجي. ومنيت هذا الهجوم بالهزيمة النكراء من قبل البنقـا.
أنظر: N.R.O Intell. 2/13/112,Bahr al. Ghazal Intelligence Report
December 1912
“The Yulu Sultan was defeated and fled with a large number of followers to the mountains in the border region. starvation and continued harassment by al. Sanusi’s Bands forced Jallab to flee to kafia kingi. The Yulu Sultan and his four hundred followers were ordered by British officials to move to Daim al. Zubair. However after the elimination of al. Sanusi, Jallab slipped off to the inaccessible mountains in the Border region and began to send Bands of followers to assist his brother in law, Andel Abdullahi in his attacks against the Binga of Kafiakingi.
المصدر السابق: ص (46)        
في العام 1912م غزت الكريش البنقا في كفياقنجي بقيادة السلطان اندل عبد الله والسلطان مراد إبراهيم الذي كان معروفاً بعداءه السافر للبنقا. ولكنهما هذه المرة هزموا هزيمة بشعة ودحروا تماماً من كفياقنجي.
أنظر: N.R.O Intel 2/13/113, Inspector, Western District to the Governor, Bahr al. Ghazal province 3 December 1912                 
“ Finally Andel and Murad Ibrahim invaded Kafia Kingi in 1912 to attack the Binga with whom Murad had long standing hostility and to crutch the government forces there, but this time they were overwhelmed by government troops and badly defeated.
المصدر: المصدر السابق ص (49)  .
مواقف السلطان على دينار تجاه المنطقة:
كان السلطان على دينار مهتماً جداً بمناطق سلطاته وإدارته التي تقع الى الجنوب من السلطنة ولا سيما منطقتي كفياقنجي وحفرة النحاس حيث تمول السلطنة بمعدن النحاس والذي يستخدم في الأغراض السلمية والعسكرية.
ومن أهم هذه الاستخدامات السلمية عملته المشهورة "رضينـا" ، فسميت بها منطقة تقع الى الجنوب الغربي من كفياقنجي.
فقد اشتكى السلطان على دينار من دخول موظفين أجانب من البيض في منطقة نفوذه في "دارفرتيت" وهؤلاء الأجانب إما كانوا فرنسيين أو بريطانيين، حيث قاموا برفع العلم الأجنبي في حفرة النحاس، وبدأوا في اضطهاد السلاطين والمشايخ في المنطقة، وشرعوا في حملات الاعتقالات الواسعة وسط المواطنين والسجن والتعذيب والإقتياد الى جهات مجهولة، وذلك بغرض زرع الرعب في المنطقة.
وحينما تبين للسلطان على دينار أن هؤلاء الأجانب هم من الموظفين والمسئولين البريطانيين برفقة حاكم بحر الغزال في جولة حول المنطقة، فأثار ذلك حفيظته فأحتج لسلاطين باشا في يونيو ، طالباً بإبعادهم من منطقته وان لا يتجاوزا حدود إدارته.
فقد استخدم السلطان علي دينار علاقاته الأزلية مع سكان المنطقة فقاد حملة تعبوية ناجحة وسط قبائل الفروقي، البنقـا، الكارا والدنقو ضد كافة أشكال الظلم والإضطهاد جنوب بحر العرب.
أنظر: N.R.O. Itel., 7/1-5, Ali Dinar to Salatin 28 June 1903        
أنظر: N.R.O. Itel 1/1-5, Ali Dinar to Salatin 19 August 1903
المصدر: المصدر السابق ص (36-37).
إن العام 1903م هي البداية الفعلية لتلاعب المستعمر بهوية المنطقة ومحاولة طمس الحقائق حول تبعيتها وضمها الى الجنوب.
بداية حريق كفياقنجي:
في أبريل 1915م قام السلطان آدم عبد الله والمعروف عند البنقا ب"دُسُ" بإبلاغ مأمور كفيا بتعرض شعبه للوباء القاتل "السحائي"، تحرك المأمور الذي كان يدرك مكر البنقا، وبصحبته عدد عشرون من أفراد الشرطة وفور وصوله الى الموقع وكإجراء تحوطي من أجل منع إنتشار المزيد من عدوى هذا الوباء، بدأ في اشعال النار على بيوت ومساكن البنقا دون توضيح لأسباب ودوافع ذلك. وعندما وصل الحريق عدد "150" منزلاً، ثار البنقا وغضبوا من هذا التصرف الاستفزازي من قبل المأمور وجنوده فأمطروهم بوابل من الرصاص، فقتلوا منهم عدد أثنين من أفراد الشرطة فيما لاذ المأمور وبقية الأفراد بالفرار. وكانت تلك أول مواجهة مسلحة مباشرة بين سلطات المستعمر وأهالي المنطقة، بقيادة الفارس البطل "مكِنَّـة" وهو أول من أطلق النار صوب المأمور وجنوده،  وصاحب المقولة:" تتشـو، نتشـك" . اي إذا تجرأت وبدأت في إحراق المساكن، ساحرقك أنت أيضاً وذلك بإطلاق النار عليك.
وفي العام 1920م وكردود أفعال لممارسات وتصرفات المستعمر المذلة والمهينة في المنطقة سادت الاضطرابات كل أنحاء كفياقنجي، ولكن سرعان ما سارع المستعمر الى إخمادها دون اجتثاث لأصل المشكلة وجزورها، فظلت المواجهات والمقاومة المسلحة بين الاستعمار والأهالي في استمرار. فإزدادت وتيرة العنف والحوادث الجماعية والفردية هنا وهناك، فعجزت السلطات عن أحتوائها، فاضطر المستعمر في 1930م الى استصدار قرار حول المنطقة بإعلانها منطقة "منزوعة البشر" "Buffer Zone" "No man Land" واستعجال التهجير القسري وتفريغ الأهالي منها ونتيجة لمواقف البنقـا المتشددة ضد الاستعمار وسياساته ومناهضتهم المتواصلة لاستراتيجيته وأهدافه، إحتسبت البنقـا عدد (300) من الشهداء وفقدوا حوالي "853" من الممتلكات والأمتعة.
أنظر: N.R.O. Intel . 8/2/11. Bahr al. Ghazal Intelligence Report 1915
المصدر: المصدر السابق ص (50)
أسباب خراب كفياقنجي:-
1- إزدهار منطقة كفياقنجي بالثقافة الإسلامية فكانت محل اهتمام لرجال الدين والمشايخ من شمال وغرب أفريقيا فاكسبتها شهرة دينية خاصة فأصبحت مشعلاً من مشاعل النور جلعت أفئدة كثير من الناس تهوى إليها.
2- يشكل هذا التجمع الإسلامي الضخم في كفياقنجي خطراً حقيقياً على المستعمر وأهدافه، ليس فقط على مستوى السودان وجنوبه بل على مستوى أجزاء أخرى من أفريقيا.
أنظر: مذكرات مايكل: F.O. 371/13865, 1930 
“ In brief Islam was seen as a dangerous political weapon not only in the Sudan but also in other parts of Africa. The southern Sudan should, therefore remain “uncontaminated”
3- محاربة الثقافة العربية في جنوب السودان وفرض اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للتعامل في دواوين الدولة بدلاً من اللغة العربية.
أنظر: Collins, Shadow in the Grass p. 170
“ British Southern officials were instructed by Wingate to encourage the use of english as the language of administration in stead of Arabic. “ without any fuss and without putting the Dots too prominently”.
4- المقاومة المستمرة لأهالي المنطقة للوجود الأجنبي الاستعماري بها.
5- احراق الإهالي للكنيسة ورفضهم للتبشير والتنصير.
6- تخوف المستعمر من تزايد انتشار الأسلحة في أيادي المواطنين واستخدامهم الجيد لها.
7- انتشار تجارة الرقيق.
8- تفريغ المنطقة من محتواها البشري وجعلها منطقة منزوعة الإنسان وتقطيع أوصال التواصل بين دارفور الإسلامي وبحر الغزال غير الإسلامي.
أنظر: Brock decided to destroy Kafia kingi and include in his famous “ no man’s land” between Darfur and Bahr . Al.
Ghazal provinces. The idea was to create “a buffer Zone” to prevent physical contact between the inhabitants of the two provinces p. 72 المصدر: المصدر السابق                                     
9- الوجود الكبير للمجاهدين من أبناء المنطقة العائدين من نصرة المهدية، يشكل خطراً وتهديداً لمخططات المستعمر.
10- تهجير المنطقة تهجيراً قسرياً وإجبار الإهالي بالتوجه جنوباً بدلاً من الشمال بغرض ملئ الفراغ البشري في شمال غرب بحر الغزال وطمس الهوية الإسلامية الدارفورية والاعتراف بالواقع الجديد المفروض عليهم.
أنظر: Sudan Gazette 402 ( 15 October 1922)
“The new Scheme involved first, the elimination of all northern human and cultural presence in the south; second, curtailment of any father spead of Arabic and Islamic influences and third the revival and preservation of traditional cultures.
الظروف التي صاحبت خراب كفياقنجي:
1- لكل ما ورد أعلاه من الأسباب المذكورة قررت الإدارة البريطانية بقيادة "بـروك" تهجير المنطقة قسرياً وإجبار السكان بالنزوح الى الجنوب في منطقة راجا وماجاورها كان ذلك عام 1930م والمعروف بخراب كفياقنجي.
ومن سلاطين البنقـا الذين تم اقتيادهم الى الجنوب قسراً وبرفقتهم عدد قليل من الاتباع هم:
أ- السلطان/ آدم عبد الله "دُسُ" البولاوي والذي تم وضعه واتباعه على الشارع الرئيسي تحت رقابة الإدارة البريطانية في منطقة "رينقـي" ولازال احفاده يتوارثون السلطة هناك حتى اليوم والسلطان أبكر عبد الرحمن ضحية هو سلطان البنقا برينقـي حتى اليوم.
ب. السلطان/ آدم صابون : الراجاوي الذي رفض تنفيذ أوامر السلطة البريطانية للتوغل جنوباً واللحاق بالسلطان "دُسُ" بل آثر البقاء في منطقة أطلق عليها اسم "نرجا الله" والسلطان آدم صابون كان شيخاً ورعاً وفقيهاً زاهداً ومن القيادات الذين لازموا السلطان على دينار في الفاشر في آخر أيامه.
و"نرجا الله" تعني "فوضت أمري كله لله حتى يقرر الله لي في شأني". وبعد شهرين رجع السلطان آدم صابون الى منطقة الردوم بحثاً عن شتات البنقا، فيما رفض بقية بطون البنقا التوجه الى الجنوب وتوحدوا حول كفياقنجي تحت إمرة سلطانين هما:-
أ- السلطان/ كرامـة نمنـام الراجاوي وذلك بعد وفاة السلطان آدم صابون بشهرين من عودته من نرجا الله حيث دفن في منطقة "مريـي".
ب- السلطان/  عبد الله دمكول "قربـاي" القرانجاوي. وظل البنقا هكذا منتشرين حول كفياقنجي في مناطق كفندي، مادا، حفرة النحاس، الردوم، المراية، ملك جدي "سنقو الحالية"، كندر، "عمارة جديد الحالية" بركة خضراء، محارة ومريي مرقد السلطان آدم صابون... الخ
2- ظل المستعمر يطارد البنقا أينما كانوا ويلاحقهم بشتى السبل بغرض إجبارهم بالذهاب الى الجنوب حتى يتمكن من مراقبتهم والسيطرة عليهم وفصلهم فصلاً كاملاً عن دارفور وذكرياتها وإبعادهم من الاحتكاك بالقبائل العربية والرعوية، والذي يتعارض مع سياسته تجاه الجنوب.
أنظر: N.R.O 1/6/36, notes on a meeting between Maden and Simpson at Safaha 11 April 1932                                                         
“ Beside the goal of bringing them under control, there were other reasons for this strategy. The Binga and Kara visits to Darfur would allow them to indulge in their favorite pastime of brawling with arab grazing parties, which was against the southern policy.
3- منع مجموعة من مشايخ البنقا من الإقامة في زالنجي واجبروا بواسطة قوات الشرطة البريطانية بالذهاب الى الجنوب، ولكنهم سرعان ما عادوا بعد شهرين فقط الى الشمال.
4- منع مجموعة من البنقا عن الإقامة في برام وقد أرسل كابتن (كيـد) مجموعة من الشرطة وتم إحراق مساكنهم ببرام واقتيادهم بالقوة الى الجنوب.
5- في يناير 1932 قامت الشرطة في دارفور بالقبض على عدد (76) من افراد البنقا وتسليمهم لسلطات بحر الغزال وبعد أيام معدودة رجع البنقا الى أماكنهم حول كفياقنجي.
6- في أبريل 1932م تقابل كل من مادين وسامسون في اجتماع سفاهة وتداولا استراتيجية ابعاد البنقا عن دارفور وكان من ضمن الحلول المقترحة منع البنقا من استخدامات مصادر المياه حتى تسوء أحوالهم، ولكنهما أدركا أن هذه الخطة قد تؤدي الى فرار البنقا والكارا الى المنطقة الفرنسية، "جمهورية أفريقيا الوسطى الحالية" فاستبدلت بخطة أخرى هي تطويق البنقا والكارا بالشرطة ووضعهم تحت الحراسة المشددة من الطرفين دارفور وبحر الغزال.
7- نتيجة لهذه الضغوط والملاحقات المستمرة تعرضت البنقا للمجاعة في جنوب دارفور فقرر مدير مديرية دارفور منح البنقا حق الإقامة شمال نهر امبلاشا "بحر العرب" ولكن مدير بحر الغزال لم يعجبه ذلك القرار فتحول الأمر لمحل نزاع بين "بروك ودبيوس".      
8- في مارس 1933م التقى بازيل مفوض مديرية بحر الغزال وكراوفورد مفوض مديرية دارفور في سفاحة لمناقشة كيفية اعادة عدد "50" من البنقا الذين لجأوا للفكي نور الدين في منطقة الهبانية، كان بأزيل يرى استرجاعهم لبحر الغزال بالقوة، ولكن مر عام كامل الحال هو الحال  .
9- كنتيجة لعدم تعاون مدير مديرية دارفور مع مدير مديرية بحر الغزال بشأن قهر البنقا من دارفور الى بحر الغزال قام بـار مدير مديرية بحر الغزال مرات عديدة بحرق مساكن النبقا في مديرية دارفور مما أثار غضب "انجلسون" مدير مديرية دارفور فكتب لبـار "إن بحر الغزال تصرف بقساوة وبدون رحمة تجاه البنقا" رد بـار "يجب أن تعيش القبائل الجنوبية في الجنوب وليس في الشمال"، فساءت العلاقات بينهما.
10- أخيراً تدخل الخرطوم، وقام الحاكم العام بتوجيه السكرتير الإداري بمخاطبة كل من حاكم إقليم دارفور وحاكم إقليم بحر الغزال بعدم إبعاد البنقا عن دارفور بل توطينهم في دارفور تحت أمرة إدارات أخرى وأن لا يمنحوا إدارة مستقلة.
ومنذ ذلك الوقت إدرج البنقا تحت إدارة نظارة الهبانية ببرام حتى اليوم وفي العام 1972م أصدر رئيس الجمهورية جعفر نميري قراراً بحل كل الإدارة الأهلية بالسودان، عليه فقط أعيدت تكوين الإدارة الأهلية بالمنطقة على نظام المشائخ برئاسة عمدة ثم الناظر ببرام.
أن السلطان رمضان ألياس (الراجاوي) والسلطان حامد مسمار (القرانجاوي) هما آخر سلاطين البنقا بدارفور منذ ذلك التاريخ.
بعض من المكاتبات الرسمية بشأن البنقا:
أنظر: 1/6/36 استئناف القرار الصادر ضد البنقا وكارا
أنظر: 1/3/17 من قالان الى دبيوس 1 مايو 1934.
أنظر: 1/6/36 من أنجلسون الى بار 10/10/1936م.
أنظر: 1/6/36 من بار الى انجلسون 17/10/1936م.
المصدر: المصدر السابق ص (71)
“ Finally Khartoum officials, who were far from an issue which preoccupied on the spot, decided to intervene. Addressing the tow governors, the civil secretary wrote: his Excellency, the Governor General has directed that these Binga and Kara are not to be evicted from Darfur. Moreover they were to be settled under some tribal chief but should not be recognized as a tribal unit”.  thus after six ears of harassment, the Binga and Kara were left alone.
أنظر: وثيقة رقم (1)     
الموضوع: إعادة تنظيم مركز غرب بحر الغزال. خطاب نمرة B.G.P/16.A.2. بتاريخ 7/11/1930 واو.
المصدر: مديرية بحر الغزال R.G.CBROCK
موجه الى: السكرتير الإداري لحكومة السودان – الخرطوم
صورة الى: السيد الأمين – نيالا.
أنظر: وثيقة رقم (2). بتاريخ 14/7/1934م
موجه الى: مدير مديرية بحر الغزال
صورة الى: مدير مديرية دارفور
المصدر: مكتب السكرتير الإداري لحكومة السودان
أنظر: وثيقة رقم (3). مذكرة بملف (SCR)I.B.  
الموضوع: مشاكل المندلة مع الكارا والبنقا. محادثة مع السيد كراوفورد 23/11/1934م. مقرؤه مع مذكرة السكرتير الإداري بتاريخ: 3/11/1934م.
أنظر: الوثيقة رقم (4)
الموضوع: حدود المديريات، تجزئة مديرية بحر الغزال حدود المركز الغربي مع دارفور خطاب رقم B.G.PISCRI8.a.2 بتاريخ 14/8/1934 واو.
المصدر: مدير بحر الغزال. الى السكرتير الإداري لحكومة السودان – الخرطوم.
صورة الى: مديرية دارفور.
أنظر: الوثيقة رقم (5)
الموضوع: إدارة شمال بحر الغزال – النمرة Dr. PISCRI 1.8
بتاريخ 25/11/1934
المصدر: مدير مديرية دارفور الى السكرتير الإداري لحكومة السودان – الخرطوم
دور الحكومات الوطنية المتعاقبة تجاه المنطقة:-
1- عدم التفريط في التبعية السياسية والإدارية الأزلية للمنطقة لدارفور منذ انتخابات 1953 والذي فاز به ممثل حزب الأمة ثم انتخابات 1986م فاز بها أيضاً حزب الأمة المغفور له هاشم أبو شطة، وأخيراً انتخابات 2010م فاز بها المؤتمر الوطني، النائب/ آدم مختار.
إن كل الخدمات التعليمية والصحية والأمنية وغيرها تأتي الى المنطقة بانتظام من دارفور.
2- لم تسعى الحكومات الوطنية بجد الى فك القيود عن المنطقة، بل فرضت عليها قيود إضافية وذلك بجعلها منطقة محمية "حظيرة" والمعروف بحظيرة الردوم.
3- تجاهل دور البنقا في الاسهام بما تملك من معلومات في الصراعات القائمة حول المنطقة بين الشمال والجنوب.
4- تغييب البنقا عن المشاركة في تحديد مصير المنطقة في العام 1972م بأديس أبابا.
5- تغييب البنقا عن المشاركة في تحديد مصير المنطقة في اتفاقية السلام الشامل في "2005م" بنيفاشا.
6- تغييب البنقا عن المشاركة في لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.
7- حرمان أهل المنطقة من الاستفادة من الموارد الطبيعية الزاخرة والأكل من رزق الله الذي خص بها هذه المنطقة (عسل النحل، اسماك، حياة برية، وغابات وغيرها)، تحت دعاوي حماية الحياة البرية وفي سبيل ذلك فقد، البنقا العديد من الأرواح دون قصاص ولا محاسبة لمرتكبيها كما تم إحراق قرى بكاملها دون تعويض لأهلها ولا مراعاة للجوانب الإنسانية والإخلاقية ولا حرمة الإنسان.
التطلعات:
1- نؤكد جاهزيتنا في المساهمة والمشاركة في القضايا الوطنية الآنية واستعاضة دورنا الرائد من أجل وحدة السودان أرضاً وشعباً والمشاركة في لجنة ترسيم الحدود بفاعلية إذا اتيحت لنا بذلك.
2- في حالة عدم توصل شطري نيفاشا "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" الى تسوية للخلاف حول هذه المنطقة، نطالب نحن قبيلة البنقا بإجراء استفتاء عام لأهل المنطقة لتحديد وجهتها.
وبهذا السرد المقتضب نرجو أن نكون أوفينا المنطقة حقها، ونكون قد سلطنا الضوء على الجوانب المظلمة منها، وأنصفنا البنقـا في مجاهداتها ومواقفها التاريخية والوطنية النبيلة والتي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء.
وإنشاء الله تعالى بعد أن يزول هذا الهم الشاغل لأهل السودان قيادة وشعباً " قضية الوحدة والإنفصال سنعاودكم مرة أخرى في القضايا المشروعة في المنطقة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعداد:-                          
آدم تاج الدين إبراهيم الشريف                                  -جمعة حسين عبد الله مراد
بشارة ناصر الريح                                                  مدثر حسين الوالى 
رئيس هيئــة شــورى قبيلــة البنقــا بالسودان
أكتوبر/2010م -

هناك 8 تعليقات:

  1. حقائق تاريخية مهمة نعض بالنواجذ عليها

    ردحذف
    الردود
    1. كم انا سعيد في هذا اليوم المشرق
      التاريخ يعلب دورا مهمة جداً
      وبالله التوفيق كنوا على قلب رجل واحد

      حذف
  2. افاد الله يا حسين
    في حلقه مفقوده في هذا الموضوع هو
    الارتباط القبلي بين قبيله الرونقا

    ردحذف
  3. افاد الله يا حسين
    في حلقه مفقوده في هذا الموضوع هو
    الارتباط القبلي بين قبيله الرونقا

    ردحذف
  4. الحدودية شمالي والجنوب

    ردحذف
  5. بين منطقتين حفرة النحاس و كافياقنجي

    ردحذف
  6. كلام جميل يستحق القراء والتحقيق من صحة المعلومات اللي فيه.

    ردحذف
  7. تاريخ قبيلتي وافتخر بجدودي

    ردحذف